قصيدة يا رفاق الصبر

يا رفاقَ الصبرِ في حكمِ القـدرْ هل لنا من منصفٍ يجلـو الخبـرْ
أين كان الحبٌّ أو كيـف ظهـرْ سحرُ لحظٍ أم عن الغيبِ صـدرْ
قيلَ كان الحبُّ من قبلِ البشـرْ حيثُ لا شغلٌ ولا قيـدُ صـورْ
هامتْ الأرواحُ من غيـرِ حـذرْ في جمـالٍ لاحَ يومـا واستَتَـرْ
نحن في الأشباحِ نقتـصُّ الأثـرْ ما بـدا فـي هيكـلٍ إلا قهـرْ
ضلتْ الألبابُ بل زاغَ البصـرْ عينُ سرٍّ مـسَّ قلبـاً فاستعـرْ
وانجلَى لي في أنـا ظـلٌّ وحـرْ فَرطُ وجدٍ إذ بدا لي بـي أضـرْ
وانجلَى في أينما فاشهـدْ وقـرْ ظاهـرٌ دومًـا بخيـرٍ أو بشـرْ
ويل نفسي، ويل مني ، ويل مني فأنا الأصل في بلائي
ويلُ نفسي كدتُ تُصليني سَقَـرْ أوهمتني سوَّلتْ لـي لّّـم تـذرْ
أَشرقي روحي فإنِّي فـي خطـرْ أدركي ركبي فقد حانَ السفـرْ
مهما طال العمر لا بد من السفر مهما طال الأجل لا بد من السفر
كم أنادي من على هجري أصرْ تاركًـا قلبـي لصبـرٍ أو أمـرْ
يصطلي مُرَّ احتجـابٍ لا يـذرْ طينتي كوني ماءً لا حجـرْ
أيُّ قلبٍ ملَّ صبـرا وازْدَجَـرْ بعدما أضنـاهُ حبٌ آهٍ فانكسـرْ
أدمنَ الشوقَ وبالسلـوى كفـرْ ما سبيلي؟ حيرةٌ ما من مفرْ
لا تلوموني فكم من قبلي خـرْ جاثيًا سيـدُ بـدوٍ كان أو حضـرْ
بعتُ عمري كي أرى بعد الضجرْ بعد ما ذقتُ ارتطاماتِ الفِكَـرْ
أَن ركضي خلفَ زعمٍ منتظـرْ ليس إلا بعض أوهـام البشـر
والـدوا شاهدتـه عين النظـر بعدما أُدخلتُ من بـابٍ أغـرْ
بابُ آلِ المصطفى خيـرُ البشر والتزمتُ الشكرَ إذ زال الكـدرْ
يا أخي هذا الوجود وإن تعدد ظاهراً فوالله ما فيه إلا انتمُ
واعتزمتُ السيرَ في هديِ القمـرْ سيرةُ المختار وذي أزكَى السيَـرْ
فأشرقت شمسي على أرض القمر وانجلت للروح أسرار القدر
فصرت ملكاً لا تحيط بي النُهى بل محيطٌ جامعاً غيهبيٌ ظهر
صورتي مرآة ذاتٍ قدست يقرأنها بالصفا من قد ذكر
ربي اصطفاني على الخلق جمعاً إذ قال يا موسى وجئت على قدر