القلبُ قربَ رحابِها خَفَّاقُ | وإلى المُشيرةِ دائما نشْتاقُ |
يا أمَّ هاشمِ كمْ إليكِ تَطَاولَتْ | آمالُنا، كمْ هَزَّنا إِشْفاقُ |
يا عزَّ جاهِ جنابِها رفقًا بنا | للهِ ما فعَلتْ بنا الأشْواقُ |
هذا مقامُك يا عقيلةُ كعبةٌ | عَلَمٌ يُؤَمُّ لِنُورِهِ إِشْرَاقُ |
تَرْنُو لهُ بالبُعدِ أَحْداقٌ لنا | فإذا دَنَوْنَا غُضَّتْ الأَحْدَاقٌ |
يا دُرَّةَ العِقْدِ الشريفِ تَقَبَّلي | مِنَّا سَلامًا ما سَعَتْ لكِ ساقُ |
صَلوَاتُ رَبِّي يا حبيبةَ جَدِّها | تَنْصَبُّ حولكِ فَيضُهَا دَفاقُ |
فينالُ منها الزائرون جميعُهم | الفردُ فردٌ والرفاقُ رفاقُ |
يا قِبلَةَ الْبِرِّ القديمِ وكمْ بدَا | للبِرِّ في أعتابِكمْ إِغْراقُ |
آلَ الرسولِ المصطفى يا نورَه | منكمْ تُعَلَّمُ عِلْمَهُ الآفاقُ |
بنتَ الإمامِ وبضعةَ الزهراءِ كمْ | يرجو النوالَ ببابِكِ الطراقُ |
من كَنْزِ مِيرَاثِ النُّبُوَّةِ فَانْفِقِي | من كفِّ مِثلِكِ يُؤْمَلُ الإِنْفاقُ |
سُكَّتْ خُتومُ الكَنْزِ لكنْ بِاسْمِكُمْ | كلُّ القُيودِ مَآلها إِطْلاقُ |
غَوْثُ المُعانِي والضَّعيفِ ببابِكُمْ | لا يَشتَكي محسوبكم إِمْلاقُ |
والعبدُ يُسعدُه المُكوثُ بِرِقِّكُمْ | يشْقِيهِ فَكُّ الرِّقِّ والإِعْتاقُ |
ويَتِيهُ خادمُكُم بِرِفْعةِ قَدرِهِ | ويَصحُّ منهُ الدينُ والأخلاقُ |
طَابتْ مَنابِتُكُمْ وكُلُّ فُرُوعِكُمْ | والجِذْرُ والأََغْرَاسُ والأَعْراقُ |
السَّادةُ النُّجُبُ الكِرامُ وبينَهم | عَرْشُ العَقِيلةِ زاهرٌ برَّاقُ |
والمِسْك والرَّيحانُ يملأُ عرشَها | والياسَمِينُ وغيرُه عَبَّاقُ |
وهُناكَ أسرارٌ تعاظَمَ علْمها | جَلَّتْ عن الأَفْهامِ هُنَّ دِقَاقُ |
بُرهانُها كفرُ الذين تكبَّروا | وأضَلَّهُمْ بُغضٌ لها وشِقَاقُ |
أمَّا الذين تَعَلَّقُوا برِكابِها | لَهُمُ البِشارةُ والهُدى أرزاقُ |